أصل العطور وتاريخها في الثقافات المختلفة

30 أغسطس 2023
Albdah
أصل العطور وتاريخها في الثقافات المختلفة


تعتبر العطور جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، إذ تستخدم في العديد من المناسبات والأحداث المختلفة، سواء كان ذلك في الحفلات أو الزيارات أو حتى في العمل. ولكن هل فكرت يومًا في أصل هذه العطور وتاريخها في الثقافات المختلفة؟


يعود تاريخ استخدام العطور إلى آلاف السنين، حيث كان يستخدمها الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ. فقد كان يستخدم المصريون القدماء العطور في مراسم دفن الموتى، وكان يستخدم أيضًا في علاج بعض الأمراض. كما استخدمها الرومان في مراسمهم وحفلاتهم، وكان لديهم اهتمام خاص بالروائح.

وفي آسيا، كان يستخدمون مزج بعض المكونات لإنشاء رائحة مثيرة للاهتمام. فقد استخدم المصريون زيتًا من شجرة الباتشولي لإضافة رائحة خشبية إلى عطورهم، بينما استخدام "الزعفران" لإضافة رائحة التوابل.


إسهامات المسلمين في مجال العطور :

ولقد كان للعلماء المسلمين اسهامات كبيرة في مجال العطور لعل أفضل العلماء في صناعة العطور هو ابن سينا الذي اكتشف طريقة استخراج العطر من الورود والتي سميت فيما بعد بالتقطير، وأيضا من أبرز العلماء العرب في صناعة العطور هو الكندي والكندي الذي ذكر في كتابه (كيمياء العطور) قائمة طويلة لعطور مختلفة وكان في أغلب طرقه يستخدم المسك والعنبر كجزء أساسي في أغلب العطور.

كما أجرى الكندي عددًا من التجارب التي جمعت بين النباتات والمواد الخام المختلفة وذلك لخلق روائح جديدة، وعمل على تدوين عدد كبير من السجلات العلمية والنظرية حول كيفية إنشاء مجموعة متنوعة من العطور بروائح مميزة ومختلفة ذات ندرة، وكذلك اهتم بتطوير وإنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل.


و كتب العالم الاسلامي الزهراوي الذي كان يعمل طبيبا في مدينة قرطبة أطروحة بعنوان “أدوية الجمال” تناول فيها مستحضرات التجميل. بما فيها العطور والمركبات العطرية. حيث قدم الزهراوي في اطروحته معلومات عن العطور وتناول فيها أنواع العصي المعطرة. كما نشرت مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة (الطبعة الثانية) من هذه الأطروحة الشهيرة. حيث كانت هذه العصي بمثابة لفافة مزيل العرق في العصر الحديث.

هذا بالإضافة الي قيام العالم العربي المسلم جابر بن حيان بابتكار العديد من التقنيات الجديدة التي سهلت صناعة و إنتاج العطور. حيث طور جابر بن حيان تقنيات التبخير والتصفية والتقطير.

تكمن الطريقة التي اتبعها المسلمون في صناعة العطور باستقطار تيجان الأزهار مع الماء وتكون عبر وضع رقائق من الزجاج في إطارات خشبية حيث تغلف بدهن نقي وتغطي بتيجان الأزهار وتكدس الواحدة فوق الأخرى، ويجري تبديل التيجان بين حين والآخر إلى أن يمتص الدهن النقي الكمية المطلوبة من العطر.


إن العطور في تاريخ المسلمين شكلت جزءًا هاما في الحياة اليومية في العالم الإسلامي ولا يمكن لأحد أن ينكر فضل العلماء المسلمين على العالم في علم وفن صناعة العطور.

العطور في عصرنا الحالي.


ولقد تغير استخدام العطور عبر التاريخ، ومع تطور الصناعة والتكنولوجيا، ظهرت روائح جديدة تستخدم في مجالات مختلفة. ففي عالم الأعمال، يتم استخدام الروائح لتحسين المزاج وزيادة التركيز والإنتاجية. كما يستخدم العديد من المطاعم والفنادق الروائح لإضفاء جو من الرفاهية والأناقة.

وفي مجال الطب، تستخدم الروائح في علاج بعض الأمراض وتخفيف بعض الآلام. فقد أثبتت بعض الأبحاث أن استنشاق بعض الروائح يساعد في تخفيف آلام الصداع والغثيان.


وبشكل عام، يستخدم الإنسان الروائح لإضافة لمسة من الترف والحيوية إلى حياته، سواء كان ذلك في استخدام عطور فاخرة أو في إضافة رائحة مثيرة للاهتمام إلى منزله أو سيارته..


وفي الختام يُظهِر استخدامات الروائح التاريخية والحديثة كيف تغير اهتمام المجتمعات بهذه المادة عبر التاريخ. فقد كان استخدامها في الماضي مرتبطًا بالطقوس والديانات، في حين أصبح استخدامها في هذه المرحلة من التاريخ مرتبطًا بالصحَّة والنظافة الرفَاء.